| حديث الروح للأرواح يســــــــري | وتـدركــه القـلـــوب بــلا عنـــــــاء | 
| هتفت به فطار بلا جــنــــــــــاح | وشــق أنـيـنـــه صــــدر الفضـــاء | 
| ومعدنه ترابي ولـكـــــــــــــــــــــن | جــرت فــي لفـظــــــه لغة السمـاء | 
| لقد فاضت دموع الشق منـــــــــي | حديـثـــا كان علــــــوي الـنـــــــداء | 
| فحلق في ربي الأفلاك حـتــــــــــى | أهــــاج العالــــــم الأعلـــى بكانـي | 
| قيثارتي مـلـئــت بأنـات الـجــــــوى | لا بد للمكـبـوت من فـيـضـــــــــــان | 
| صعدت إلى شفتي خواطر مهجتـي | ليبيــن عـنهــا منطـقـــي ولســانــي | 
| أنا ما تعديت القناعة والرضـــــى | لكـنـهــــا هي قـصـــــة الأشـجـــان | 
| يشكـو لك اللـهـم قـلـب لم يـعـــش | إلا لــحـمــد عــــلاك في الأكــــوان | 
| إذا الإيـمـان ضـاع فلا أمـــــــــان | ولا دنيــا لــمــن لــم يحــي ديــنــــا | 
| و من يرض الحياة بغير ديــــــــن | فقد جعل الفـنـاء لـهـا قـــريــــنـــــا | 
| و في التوحـيد للـهـمـم اتحـــــــــاد | ولــن تبنـــوا العــلا مـتـفرقينـــــــا | 
| ألــــم يـبـعــــت لأمـتـكـــــم نبـــــي | يوحـدكــــم علــى نـهـــج الوئــــام | 
| ومصحفكـــم وقبلتكـــم جمـيـعـــــا | مـنـــــار للآخـــــوة و الــســــــلام | 
| وفوق كل شئ رحمــــــن رحيــــم | إلـــــه واحــــــــــد رب الأنــــــــــام | 
محمد إقبال – الأعمال الكاملة ، الجزء الأول ص/ص 69 /39 (بتصرف)
أولا : بطاقة التعريف بالشاعر : [محمد إقبال]
![]()  | 
| محمد إقبال | 
مراحل من حياته  |         أعماله ومؤلفاته  |      
| - شاعر باكستاني ولد في الهند سنة 1877           - درس الفلسفة في كلية لاهوروكان نابغا في دراسته -سافر إلى جامعة كامبريدج في بريطانيا ، ثم إلى ميونيخ في ألمانيا وحصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة. - استغل فترة إقامته بأوروبا فصار داعية إسلامية. - ألقى العديد من المحاضرات عن الإسلام وعظمته. - توفي بلاهور سنة 1938  |         خلف الدكتور محمد إقبال أزيد من عشرين كتابا في مجال الاقتصاد والسياسة والتربية والفكر والفلسفة ، بالإضافة إلى عدة دواوين شعرية. | 
ثانيا : ملاحظة النص واستكشافه :
1- العنوان : يتكون من كلمتين تكونان فيما بينهما مركبا إضافيا2- بداية النص : تشير إلى مميزات وخصائص حديث الروح [ للأرواح يسري – تدركه القلوب بلا عناء ]
3- نهاية النص : تشير إلى صفات الله تعالى [ رحمان – رحيم – إله واحد – رب الأنام ]
4- شكل القصيدة : تتكون القصيدة من أربعة مقاطع مختلفة من حيث عدد الأبيات ونوع القافية وحرف الروي
5- نوعية النص : قصيدة شعرية عمودية ذات بعد إسلامي
ثالثا : فهم النص :
1- الإيضاح اللغوي :- سرى : مضى وذهب
- أنين / أنات : من أن المريض : توجع من الألم
- الجوى : من جوي الشخص بمعنى اشتد وجده واحترق من عشق أو حزن
- مهجتي : المهجة : الروح ، النفس ، القلب
- الأشجان : مفرده شجن وهو الحزن والهم
2- الفكرة المحورية :
مناجاة الشاعر لله تعالى طمعا في رضاه ، ودعوة الناس إلى الإيمان ومحبة الله ورسوله ، والتشبث بالقرآن الكريم.
رابعا : تحليل النص :
1- الأفكار الأساسية :المقاطع  |         فكرتها  |      
| المقطعان : 1 و2 | - مناجاة الشاعر لربه ، ووصف حالته النفسية ، والآثار التي خلفها الإيمان في قلبه | 
| المقطعان : 3 و4 | دعوة الشاعر إلى التشبت بالدين الإسلامي | 
المعجم العاطفي  |         المعجم الديني / الإسلامي  |      
| الروح – القلوب – أهاج – بكائي – قيثارتي – الجوى – أنات – فاضت – مهجتي – الأشجان - | الإيمان – دين – نبي – التوحيد – مصحفكم – إله – رب الأنام – اللهم – رحمان رحيم - قبلتكم | 
خامسا : التركيب والتقويم :
عندما يتعلق الإنسان بربه ، ويشتد إيمانه به ، ويتدرج في درجات الإيمان حتى يبلغ أقصاها ، عندئذ يصير الإيمان عشقا لله تعالى بالخضوع له والاستسلام لجلاله وعظمته ، والتدلل بين يديه..وهذا هو حال الشاعر محمد إقبال الذي فاضت قريحته الإيمانية بحديث روحي عبر من خلاله عن حبه لله تعالى ومناجاته ، والشكوى بين يديه طمعا في رضاه ورحمته.ومن خلال هذه المناجاة والشكوى أدرك محمد إقبال أهمية الإيمان في حياة الإنسان الدنيوية والأخروية ، لهذا نجده في المقطين الثالث والرابع يدعو الناس إلى التشبت بالإيمان وبتعاليم الدين الإسلامي.
*** يزخر النص بخصائص أسلوبية نذكر منها :
- الاستفهام : لحث المتلقي على التفكير والبحث .. ولاستنكار التفرقة في صفوف المسلمين وبعدهم عن الإسلام . مثال : (ألم يبعت لأمتكم نبي…يوحدكم على نهج الوئام)
- الشرط : للدلالة على ملازمة النتيجة للسبب وضرورة التفكير فيهما . مثال : (إذا الإيمان ضاع فلا أمان…)
- التقديم والتأخير : لإبراز أهمية المخصوص بالكلام وتقديره وتعظيمه . مثال : (يشكو لك اللهم قلب…)
- الجناس : لتحقيق التناغم الموسيقي . مثال : (الإيمان = أمان - رحممان = رحيم )
- تنويع الضمائر : للدلالة على شمولية الإيمان و على أن هذا الموضوع لا يعني الشاعر فحسب بل يعني جميع الناس.. مثال : (المتكلم : قيثارتي ، مهجتي…. - المخاطب : مصحفكم ، قبلتكم ، يوحدكم… - الغائب : يسري – تدركه – يشكو….)



No comments :
Post a Comment